اختبارات مهمة جديدة للمناعة ضد فيروس كورونا الجديد

يمكن أن تُظهر اختبارات الدم الجديدة للأجسام المضادة الحجم الحقيقي لوباء فيروس كورونا الجديد

ترجمتى لمقالة منشورة فى موقع Science Magazine 

كتبت Gretchen Vogel مارس ١٩ ٢٠٢٠.، 

 كم عدد حالات فيروس كورونا الجديد COVID-19 التي لم يتم اكتشافها؟  وهل أولئك الذين لديهم حالات خفيفة من المرض محصنين ضد الإصابات الجديدة؟ – ربما خفيفة لدرجة وصفها بأنها نزلة برد أو حساسية –  إذا كان الأمر كذلك، فإن هؤلاء يمكنهم أن يبطؤا انتشار ذلك الوباء سريع الانتشار.

 الإجابة على هذه الأسئلة أمر حاسم للسيطرة على الوباء والتنبؤ بمساره.  لكن الإجابات لن تأتي من الاختبارات التشخيصية القائمة على الحمض النووي الريبي RNA التي يتلقها الآن عشرات الآلاف من الناس.  يتم البحث عن وجود جينات فيروسية في مسحة من الأنف أو الحلق، وهي علامة على وجود عدوى نشطة. ولكن يحتاج العلماء أيضًا إلى اختبار دم الشخص بحثًا عن أجسام مضادة للفيروس الجديد، والمعروفة باسم متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس-كوڤ ٢) 2 (SARS-CoV-2).  يمكن لهذه الاختبارات الكشف عن العدوى النشطة أيضًا، ولكن الأهم من ذلك، سوف تمكننا من معرفة ما إذا كان الشخص قد أصيب في الماضي لأن الجسم يحتفظ بأجسام مضادة ضد مسببات الأمراض التي تغلب عليها بالفعل.

تسارعت المختبرات والشركات في جميع أنحاء العالم لتطوير اختبارات الأجسام المضادة، وتم استخدام القليل منها في دراسات صغيرة وحصلت على موافقة تجارية، بما في ذلك العديد منهم فى الصين.  ولكن حتى الآن، فإن البيانات على نطاق واسع من هذه الاختبارات – على سبيل المثال، إظهار نسبة الأشخاص الذين قد يكونون محصنين الآن في مدينة ووهان فى الصين، التي تضررت بشدة – ما زالت ناقصة أو على الأقل لم يتم نشرها.  يأمل العلماء أن يتغير ذلك قريبًا مع توفر المزيد من الاختبارات.

ظهرت وصفة جديدة قد توفر للمختبرات بديلاً للانتظار أو لشراء مواد التحليلات والاختبارات من الموردين تجاريًا.  نشر فلوريان كرامر، عالِم الفيروسات في كلية إيكان للطب بمستشفى “ماونت سيناء”، وزملاؤه نسخة مطبوعة بالأمس يصفون اختبارًا للجسم المضاد لـفيروس كورونا الجديد  SARS-CoV-2 قاموا بتطويره، كما قدموا أيضًا تفصيل لكيفية تنفيذه. إنه واحد من أول البروتوكولات التفصيلية التي يتم توزيعها على نطاق واسع، كما يقول فلوريان، أن الإجراءات بسيطة بما يكفى للمختبرات الأخرى لتنفيذها بسهولة على نطاق واسع لفحص بضعة آلاف من الأشخاص يوميًا، وجمع المزيد من البيانات بسرعة عن دقة وصحة الاختبار (accuracy and specificity).  إلى جانب زيادة توافر الاختبارات التجارية، هذا يعني أن بعض الإجابات المهمة حول المناعة ضد مرض فيروس كورونا الجديد COVID-19، قد يكون متاحًا قريبًا ، كما يقول.
لإجراء الاختبار، بدأ الباحثون بتصميم نسخة معدلة قليلاً من بروتين “شوكات” الغلاف الخارجي لـلفيروس SARS-CoV-2.  (التعديلات جعلت البروتين أكثر استقرارًا للاستخدام في المختبر) يساعد هذا البروتين الفيروس على دخول الخلايا، وهو هدف رئيسي في رد الفعل المناعى ضد الفيروس، حيث يقوم الجسم بإنتاج أجسام مضادة تتعرف على البروتين وتضع علامة على على  الفيروس ليتم تدميره. كما قاموا بعزل القطعة القصيرة من بروتين “الشوكات” المسمى منطقة ربط المستقبلات (RBD) ، والتى يستخدمها الفيروس للالتصاق بالخلايا التي يحاول غزوها. ثم استخدموا خطوط الخلايا لإنتاج كميات كبيرة من بروتينات الشوكة المعدلة و RBDs.

قدمت هذه الجزيئات المختبرية الأساس لاختبار ELISA ، حيث تؤدى الأجسام المضادة في عينة من الدم أو البلازما إلى تغيير اللون عندما تتعرف على بروتين مستهدف – هنا RBD أو بروتين الشوكة.  أظهرت الاختبارات الأولية لأربع عينات دم من ثلاثة مرضى مصابين بـ COVID-19 ومن ٥٩ عينة مصل تم حفظها قبل بدء تفشى الوباء، أن الاختبار نجح، حيث إن الأجسام المضادة لـفيروس الكورونا الجديد SARS-CoV-2 ارتبطت ببروتينات الاختبار.  أظهر الاختبار نتائج إيجابية فقط لمرضى COVID-19 وليس لأي من عينات الضوابط.

جاءت عينات الدم للضوابط من أشخاص تتراوح أعمارهم بين ٢٠ إلى ٧٠ عامًا، وقد أصيب العديد منهم سابقًا بفيروسات أخرى.  وكان من بينها فيروس كورونا مختلف هو NL63 ، والذي يسبب أعراض البرد. يستخدم هذا الفيروس المختلف بروتين غلافه الشوكى نفس المستقبلات على الخلايا البشرية لإصابتها، لذلك كان العلماء قلقين من أن الأجسام المضادة لهذا الفيروس قد تتفاعل وتتسبب في اختبارات إيجابية خاطئة.  يقول كرامر: “فى كل الاختبارات المعملية أظهرت عناصر التحكم نتائج سلبية” ، هذه أخبار جيدة.
 ويضيف حقيقة أن الأجسام المضادة لـفيروس NL63 لا تتفاعل أيضًا مع بروتينات SARS-CoV-2 أمر مشجع لسبب آخر.  يمكن أن تسبب بعض الأمراض الفيروسية، مثل حمى الضنك، أعراضًا أكثر خطورة إذا كان الشخص قد تعرض سابقًا لسلالة ذات صلة بالفيروس ولديه مناعة جزئية بالفعل.  يمكن أن تتفاعل الأجسام المضادة الموجودة مع الغزاة من فيروس كورونا ذوالصلة وتؤدي إلى رد فعل زائد خطير، وهي ظاهرة تعرف باسم تحسين مناعى معتمد على الأجسام المضادة (ADE).  وقد اقترح بعض الباحثين أن ADE قد يفسر سبب كون فيروس كورونا أكثر فتكًا لدى كبار السن وأقل من ذلك لدى الأطفال، الذين تعرضوا أقل لفيروسات الكورونا الأخرى.

يقول كرامر إنه وزملاؤه يستخدمون بالفعل اختبارهم في مستشفى مدينة نيويورك لفهم أفضل لمدى سرعة بدء مرضى فيروس الكورونا الجديد COVID-19 في تطوير أجسام مضادة للفيروس.  في المستقبل، يمكن أن يساعد أيضًا في تحديد المرضى الذين تم شفائهم والذين يمكنهم بعد ذلك التبرع بمصلهم (بدمائهم) الغنى بالأجسام المضادة لـفيروس كورونا الجديد SARS-CoV-2 للمساعدة في علاج المرضى المصابين بأمراض خطيرة.  يقول كرامر إن أحد التطبيقات الرئيسية الأخرى هو تحديد الأشخاص الذين طوروا مناعة محتملة ضد الفيروس. قد يكونو قادرين على المساعدة فى علاج المرضى بأمان أو القيام بوظائف أخرى كجزء من الطاقم الطبى المعالج أثناء الوباء.

اختبار الأجسام المضادة على نطاق واسع يمكن أن يوفر أيضًا بيانات أساسية للجهود المبذولة لإنتاج نماذج مسار الوباء.  تختلف التنبؤات الحالية على نطاق واسع، مما يجعل بعض العلماء يشككون في الحاجة إلى طرق احتواء قوية مثل عمليات الإغلاق والتباعد الاجتماعي.  من خلال الإشارة إلى عدد السكان الذين لديهم مناعة بالفعل بسبب العدوى الخفيفة، يمكن أن تقدم بيانات الأجسام المضادة مفتاحًا لمدى سرعة استمرار الفيروس في الانتشار.

يمكن لهذه البيانات أن تفيد القضايا العملية مثل ما إذا كان وكيف سيتم إعادة فتح المدارس التي تم إغلاقها.  تم تشخيص حالات قليلة نسبيًا بين الأطفال، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان ذلك بسبب عدم إصابتهم بالعدوى أو لأن إصاباتهم خفيفة بشكل عام بحيث لا يلاحظها أحد.  يستطيع أن يحل اختبار الأطفال للأجسام المضادة لفيروس الكورونا الجديد SARS-CoV-2 ذلك.
 ستساعد اختبارات الأجسام المضادة طويلة الأمد الباحثين أيضًا على فهم مدة استمرار المناعة ضد الفيروس، وهي مشكلة رئيسية لأي لقاح مستقبلى.  

بالنسبة إلى فيروسات كورونا الأخرى، يلاحظ كرامر، أن المناعة بعد الإصابة قوية لعدة أشهر، ولكنها تبدأ في التلاشي.  يقوم الأطباء في ألمانيا حاليًا باختبار مرضى فيروس الكورونا الجديد COVID-19 من مجموعة صغيرة من الحالات في بافاريا في يناير.  بعد مرور شهر على الإصابة بالعدوى، ظلت مستويات الأجسام المضادة مرتفعة، كما يقول كليمنس وندتنر، أخصائي الأمراض المعدية في عيادات شوابينج.

يتطلع فريق كرامر إلى اختبار أكبر عدد ممكن من عينات الدم، ولكن مع انتشار المرض في مدينة نيويورك، فإنه يجبر العمل في مختبره على الإبطاء.  لقد طلب من أعضاء المختبر تجنب التنقل. “كل من ليس على بعد مسافة سير أو ركوب دراجة هوائية عليه البقاء في المنزل.”

Posted

in

by

Tags:

Comments

5 responses to “اختبارات مهمة جديدة للمناعة ضد فيروس كورونا الجديد”

  1. Ahmed Samir Avatar

    Good works mouneer 👍

  2. mtharwat Avatar

    Awesome as usual my friend.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.